مدونة الموظف الجزائرى مدونة الموظف الجزائرى
random

آخر الأخبار

random
جاري التحميل ...

نرجوا التفعال مع المواضيع ولو بكلمة واحدة شكرا فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله ..و والله ليس حبا فى الشكر ولكن من اجل ان ينتفع عدد اكبر من الناس من المواضيع وذالك بجعلها فى مقدمة نتائج البحث شاركنا الاجر والثوواب

اصنام المجتمع



فكرة الصنمية وعلاقتها بالتحيز الأيديولوجي
انطلق الطاهر في بناء تصوره عن الأصنام وكيفية صناعتها والقيام بتقديسها من مجموعة من التأثيرات الفلسفية التي أشارت لفكرة الصنمية ونقدها بصورة مباشرة أو غير مباشرة أهمها:
 أـ التفسير الخلدوني: وضع إبن خلدون "علم العمران" الذي يساوي في أحد وجوهه علم الاجتماع، ويساوي من جهة أخرى "فلسفة التاريخ"، والمهم من كل ذلك هو أن الطاهر يجد في فكر غبن خلدون جذرا لنقد فكرة الصنمية وعلاقتها بالوهم وعده من أوائل الفلاسف الذين تنبهوا ونبهوا لضرورة تمحيص الأخبار وتمييز صوابها من خطأها عن طريق الجرح والتعديل للتثبت من صحة الأخبار، فضلا عن ضرورة مطابقة الحوادث للأحوال

 ب ـ فكرة فرنسيس بيكون النقدية عن الأوهام: خلق الأوهام مرتبط عند بيكون بحاجة السلطة لها لتبرير وجودها. من هنا ينشأ التحيز من قبل السلطة للتحالف مع قوى الرجعية الدينية التي تسعى بدورها لوضع الغشاوة على عيون الناس والسعي لإبقائهم سُذجا.
 فقد لاحظ بيكون أن الإنسان إعتاد على معارف مزيفة أو أوهاماً وسمها أصناماً جعلها تبدو وكأنها حقائق مسلم بصحتها ولكن من دون دليل سوى التعود والألفة أو المقبولية الإجتماعية وهي في حقيقتها ليست سوى أوهاماً صنفها بيكن إلى أربع هي:
 1ـ أوهام القبيلة أو أوهام الجنس: وهي أوهام خاصة بجميع الجنس البشري، لأن العقل الإنساني لا يقبل بفكرة إلا إذا كانت موافقة لتفكيره وهواه ورغباته ليتبناها فنجد الإنسان يدافع عن متبنياته الموافقة لرغباته ليظهرها وكأنها حقائق مغروغ من صحتها.
2ـ أوهام الكهف: هي شبيهة برؤى أصحاب الكهف الإفلاطوني الذين إعتادوا مشاهدة الظلال فقط، فصارو يضنون أنها حقائق، فكل إنسان يعيش في بيئة اجتماعية أو ثقافية ولم يخرج منها فإنه لا بد سيبقى أسيراً لكل الرؤى المتبناة في هذه البيئة وستكون هي مقياسه للحكم على صحة أو بطلان الأفكار المغايرة الأخرى. فستكون هي "الإطار الفكري" أو "القوقعة الفكرية" بعبارة علي الوردي أو "السياج الدوغمائي" بعبارة أركون، الذي يؤطر العقل ويقيده ليبقى منغلقاً على الفكر الأحادي الذي نشأ فيه.
 3ـ أوهام السوق: هي أوهام تنشأ نتيجة التعايش نوادي أو أمكنة اجتماعية أو أسواق أو مقاهي والتداول بألفاظ خارج مدلولاتها العقلية والتجريبية، بل وخارج مدلولاتها اللغوية في كثير من الأحيان حتى تكاد تفقد الألفاظ دلالتها الحقيقية وتدخل في متاهات التداول الخاص بجامعة أفقدت الألفاظ قيمتها الدلالية لإنتاج دلالة أخرى لها هي لا تعبر عن الغرض الحقيقي لإنتاج اللفظ في اللغة.
 4ـ أوهام المسرح: هي أوهام تفرضها الإتجاهات والمذاهب الفكرية والآيديولوجية التي أنتجها مفكرون كبار، فيكونوا هم أو أحد القادة المتأثرين بهم ذات التأثير الثقافي والجماهيري مصدر المعلومة بطلانها أو صحتها لا التحقق العقلي أو التجريبي. هنا ستكون مقياس القول عند الخاضعين لمثل هذه الأوهام هو شهرة القائل.
 إن إعتماد المعرفة العلمية هو الطريق الذي يجعل الإنسان حاضراً في الطبيعة ومسيطراً عليها لأن المعرفة العمية هي المعرفة المجردة من الأوهام.
 ج ـ التفسير الماركسي وغياب الطبقة الوسطى: لم يستبعد الطاهر التفسير الماركسي للنهوض الاجتماعي لا سيما دفاعها عن الإشتراكية وتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع. وأيضاً تأكيدها على دور الطبقة الوسطى أو "الإنتلجسيا" في تحقيق التنمية على كافة الصعد في الفن والثقافة والسياسة والاقتصاد والتربية والتعليم وباقي العلوم الطبيعية. وكلما إتسعت هذه الطبقة كلما أصبح المجتمع أكثر فاعلية وتأثيراً وجودها هو أساس التقدم في كل المجتمعت المتطورة.
 د ـ التفسير الفرويدي: وما يتعلق بفكرة الطوطم والحرام أو التابو وعلاقته بالوهم وربط كل ذلك بفكرته عن "عقدة أوديب" حينما يقوم الإبن بقتل الأب للإحتفاظ بالأم لنفسه والتحليل النفسي للاشعور المرتبط بتابو الطوطم بوصفه الأب الذي ستعود روحه لتنتقم عن طريق شعور الإبن بالذنب والخوف من روح الأب التي ستعود يوماً منسوخة بجسد أحد الحيوانات، الأمر الذي جعل فرويد يتعامل مع هذ النمط من الوعي بوصفه نوعاً من المرض النفسي عبر ربط التابو بالخشية من سفاح القربى والتابو وإزدواجية الإنفعالات الجنسية والعاطفية والإرواحية والسحر. بنى فرويد تصوراته هذه عبر دراسته للمجتمعات البدائية في أفريقيا الذين يتصوروا أن روح الإله قد حلت في جسد حيوان، فيكون هذا الحيوان محط الإحترام والتقديس لأنه يمثل الحضور الرمزي للإله في هذه المجتمعات. وربما تحولت فكرة الطوطمية في مجتمعاتنا العربية لأن يكون الإنسان "السلطان" أو "القائد" يأخذ صفة الطوطم أو الصنم الذي يمثل رمزية حضور الله في مجتمعاتنا، حتى أصبح المساس بقدسية هؤلاء الأشخاص وكأنه مساس في وحدانية الله وتشكيك بوجوده.
 
هـ ـ التفسير الكونتي والإستفادة من فكرة تقسيمه للمراحل:

1ـ المرحلة اللاهوتية: وهي المرحلة البدائية لتشكل الوعي الإنساني المرتبطة باعتماد الإنسان على التفسيرات الغيبية والميثولوجية البعيدة عن التفسير العلي والعلمي والإيمان بفاعلية القوى الغيبة وتشكيل حياتنا الدنيوية والأخروية.

2ـ المرحلة الميتافيزيقية: هي المرحلة التي تجاوزت التفسير الغيبي للعالم والوجود بالإعتماد على التفسير العقلي التجريدي، الأمر الذي جعل الإنسان يفسر الوجود وفقاً لتصوراته التأملية التجريدية.
 3ـ المرحلة العلمية: وهي المرحلة التجريبية التي تعتمد على التحقق التجريبي ومحاولة إدراك الأسباب الأولى وتعليل الظواهرعن طريق الملاحظة والتجربة الحسية، جاعلاً من علم الاجتماع علماً يستوعب جميع العلوم.  
 وـ التفسير النيتشوي لفكرة إرادة القوة: فرق نيتشة بين "أخلاق العبيد" و "أخلاق السادة"، والناس في الغالب إعتادت أخلاق العبيد القائمة على الطاعة والخنوع والبحث عن التسامح لأنهم لا يملكون "إرادة القوة" التي يمتلكها السادة الذين يصنعون قيمهم ويجبرون الضعفاء على السير وفقها وطاعتها. 
 ز ـ التفسير الدوركهايمي: الذي يذهب إلى أن التصورات الإجتماعية هي مصدر الأوهام. أي تبعية الفرد للجماعة وتمسكه بعتقداتها والولاء لقيمها، بمعنى آخر هو أن الجماعة هي التي توجه الفرد، ولذلك فالأوهام والخرافات والأساطير هي عبارة عن تصورات جماعية تتجاوز حدود التجربة الفردية، فقدسية الشجر والحجر ليس في ذواتها وإنما هي في تصور الوجدان الجماعي لهم. هذه القدسية تأتي عن طريق تدريب الجماعة لأفرادها على إحترام الأصنام عن طريق التربية والتعليم.
 هنا يرى الطاهر أن تحسن الظروف الاقتصادية له دور في تقليل حاجة الإنسان للأسطورة وخلق الأوهام.
 ح ـ التفسير المانهايمي: دعى كارل مانهايم إلى ترك التحيز وذلك عن طريق:
 1ـ ترك الفرد الجماعة وهجر مركزه الاجتماعي.
2ـ تغيير أسس الوجود الاجتماعي.
3ـ صراع الأضداد وإنبثاقها في الوجود الاجتماعي.
 إلا أن الطاهر لا يجد في هذه الطرق الثلاث سبيلا للحل، لأن الفرد سرعان ما سيغير طبيعته في تركه لمركزه الاجتماعي وفي حال تغير أساس الوجود هذا أو حينما يعي صراع الأضداد، فإن هذا كله مرتبط بقدرة الفكرة على الحضور وحينما ينتهي الحضور، أي حضور الصنم وتأثيره الفكري، فإن الولاء سيغيب عن هذا الصنم ليتحول لولاء لصنم آخر أكثر حضورا وأقوى تاثيرا 
مميزات الشخصية الصنمية:
تنتشر الصنمية في المجتمعات البدائية والمجتمعات ذات الأنظمة الإستبدادية والدكتاتورية والعشائرية ومن أهم مميزات الشخصية الصنمية هي:
1ـ تأليه الذات
2ـ تشجيع الخرافة والدفع باتجاه الإسطرة والقدرة العجيبة على ربط معارفه بالبعد القدسي وتوجيه الوعي الجمعي بإتجاه القناعة بقدرته على قراءة وجدان الناس ودواخلهم، وأنه له غلاقة مباشرة أو غير مباشرة بالقوة الغيبية.
3ـ الدفع بإتجاه المحافظة على قيم الطاعة
 وقف الطاهر ضد التعصب بوصفه السبب في وجود الأصنام، أما أهم عوامل نشوء الصنمية فهي:
 1ـ السلطة وتحالف قوى الرجعية الدينية.
 2ـ التعصب الفلسفي في المذهب الفلسفية الكبرى وعده نوعا من أنواع تبرير النظم السياسية التي تدعم السلطة.
 3ـ أدعياء الثقافة الذين يسعون دوما لتكريس فكرة الصنمية، والتخفي ورائها لتحقيق مصالح الخاصة.
 4ـ الطائفية والنزعات القوموية والعنصرية: وهي شكل من أشكال صناعة الصنم وخلق الوهم حوله، عن طريق خلق حدود أسطورية فاصلة بين جماعة وأخرى، سواء على أساس رابطة الدم وصفاء العنصر أو سمو الأخلاق أو التاريخ المشترك، أو أصالة المعتقد وصدقيته المرتبط بشحن الذاكرة الجماعية الرمزية.
 5ـ السدنة: وهم الجماعة الذي يرتبط وجودهم العنوي والمادي بوجود الصنم، إذا لم يكونوا هم من صنعه. يتميزون بسلوك حربائي متلون. السدنة هم جماعة تُظهر دائما ولائها للصنم وتحارب كل ما يُخالف عقيدته. لكنها في الوقت ذاته هي لا تؤمن في قرارة نفسها بقدسية الصنم، فتجدهم يميلون إلى إظهار أنفسهم أمام المعارضين الأقوياء ومن يضنون أنهم في يوم ما ربما سيكون هؤلاء المعارضون هم على رأس السلطة، نجدهم يميلون في تعاملهم مع هؤلاء إلى اللين والموازنة والتوافق في الموقف.
 6ـ السُذج: وهم الناس البسطاء الذين لا حول لهم ولا قوة ولا مال ولا معرفة. هؤلاء سيكونوا أدوات طيعة بين أيدي السدنة الذين يدفعونهم للإيمان الحقيقي بالصنم وبقدراته الخارقة، فيسعى السدنة لإستخدام جمهور البسطاء هذا للبطش بالمعرضين واعداء الصنم.

مهمة السدنة وواجبهم هو حشد البسطاء وتطويعهم لخدمة الصنم وتحقيق مصالحهم الذاتية. هذه المهمة تكون عن طريق خلق الأوهام والأساطير وإشاعة الخرافات في سبيل الإبقاء على الصنم للمحافظة على إمتيازاتهم، وهنا يكون الصنم وسيلة لتحقيق أغراض السدنة وأهدافها.
هناك سدنة للسلطة ويمكن أن يكون سدنة السلطة سدنة للمعارضة حينما تأوول لها السلطة، ويمكن أن تكون للعارضة سدنتها الجُدد، لكن الامر سيان هو أن قوة السدنة يكمن في عدم إيمانها بقيم عُليا ولديها القدرة على توقع السلوك الجمعي ولها الإمكانية على توجيهه، فعن طريق تمرسها بالسلوك الحربائي تتكون لديه خبرة اجتماعية تُمكنها من قراءة التحول الاجتماعي، فتستعد لهذا التحول والتكيف معه ونيل مكتسبات أخرى منه سواء عن طريق معارضته أو مشاركته في السلطة الجديدة وإقناع الصنم الجديد بانها هي الفئة الوحيدة القادرة على التعامل مع المجتمع وتهيئة الظروف المنسبة له لإستمرار الحكم أطول مدة ممكنة. إذن تتغير السدانة طبقا لقوانين المعادلة الصنمية، فإن إستطاعت السدانة القديمة فهم قوانين المعادلة في التغير فإنها ستكون لديها القدرة في معرفة إمكانية الإستمرار بالسدانة من عدمه، وإن لم تفهم قوانين معادلة التغير الصنمية حلت محلها صنمية جديدة.المصدر


حمل الكتاب 

او 



عن الكاتب

A.Benmazouzia

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

المشاركات الشائعة

المتابعون

صور[flickr]

146183834@N03

جميع الحقوق محفوظة

مدونة الموظف الجزائرى